إلى زعماء العرب...
بقلم: حسن إزوغ
يعد تصريح السياسية الفرنسية "لوبين مريان"،
عن حزب اليمين الفرنسي (الجبهة الوطنية) عندما قالت بخصوص علاج الرئيس الجزائري
بوتفليقة بفرنسا: " اذهب لتعالج في
بلدك لماذا تأتي عندنا، ألم نمنحكم استقلالكم؟"، (يعد) صفعة قوية ليس للزعيم
الجزائري فحسب و لكن لكل زعماء العرب... صفعة يجب أن يحس بحرارتها على خده كل زعيم
عربي لاتزال دماء النخوة العربية و الأمازيغية تسري في دمه... صفعة يجب أن ينتفض
لها كل زعيم اختزل الزعامة في امتلاك العقارات و السيارات و الأرصدة البنكية بتفقير
شعبه بدل بناء المستشفيات و تأهيل أطرها... صفعة يجب أن تقض مضجع كل زعيم غارق في
سباته و يختزل الحكم في الحيل الكفيلة
باستمرار عرشه و لو تطلب الأمر
تجهيل كل شعبه إلى الأبد، بدل تشييد المعاهد و العمل على امتلاك ناصية التكنولوجيا..
صفعة يجب أن تسمعها أذن كل زعيم اختزل حاسة السمع لديه في التجسس على معارضيه عوض
التساؤل عن دوافع هذه المعارضة أصلا... صفعة يجب أن يدرك من خلالها كل زعيم عربي
أن قيادة بلد متخلف أقل شأنا من قيادة سيارة أجرة في بلد متقدم، و أن التحكم في
مصير الملايين من الشعوب الفقيرة و المحرومة و الأمية أقل نفوذا من التحكم في حزب
صغير بدولة ديمقراطية قوية.
و رغم أن التصريح بمثل ذلك الكلام يعد قمة في العنصرية و
هذا معهود في أحزاب اليمين الفرنسي عموما، إلا أنه يحمل من الصراحة و الحقيقة ما
يكفي ليدرك معه كل زعيم عربي أن زعامته لا تساوي شيئا إذا كانت لا
تخول له الجلوس في الطاولات الأمامية للقاءات الدولية. و أن قيمته كرئيس لا تقاس
بصوت المزامير الذي يتبعه في زياراته الداخلية و عدد النياشين التي تقف متسمرة في
كل جولة و صولة في بلده و عدد الشفاه المنافقة التي تغرقه لعابا و عدد الأيادي المرتعشة التي تضمه و عدد الأصوات
المسلوبة و الوصولية التي تتغنى به ، بل
بمكانته بين أترابه من زعماء العالم، و بوقع قراراته الخارجية و ليس الداخلية في
نفوس قادة العالم.
لقد استطاع الغرب بحنكته السياسية و الفكرية أن يجتث من
عقول زعمائنا أية فكرة عن صراع الحضارات لكي لا يوقظ التنين النائم، و يخدر القادة
و يغرفهم من نعيمه و كأنهم أهل الدار، و استطاع أن يقنعهم بأن العالم قرية واحدة لا فرق بين قويها و ضعيفها و لا جدوى من
امتلاك ناصية قيادة العالم... لكن أحداثا كهاته لا مناص ستضع كل واحد في مكانه
الحقيقي، و تجعله عاريا أمام المرآة ليدرك حجمه الحقيقي بين أقرانه. و يدرك أن مطالب الشعوب الموؤودة
بالتنمية و الريادة العالمية منذ فجر الإستقلال هو مطلب لفائدة الراعي قبل الرعية.
فهل آن الأوان لينتفض في قادتنا آخر وريد تسري فيه دماء الكبرياء؟
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire