يوم الاثنين 07
ابريل 2014 ساقتني الأقدار إلى المستشفى الإستشفائي الجامعي بفاس ، لأتابع عن
كثب التردي الخطير الذي يعرفه قطاع الصحة
ببلادنا، ولأشاهد مناظر جد مؤلمة تحز في نفس كل إنسان لديه ذرة من الإنسانية،
جماهير غفيرة تنتظر دورها الذي تأخر وقت حلوله ونفذ صبر المواطن المكلوم في صحته
ليتوجه لمرفق عمومي هو حقه دستوريا لكنه أصبح منحة وكرما عند البعض الذي لا زال
يعيش في زمن غابر قد ولى و مضى، مواطنون مرضى قدموا من مختلف المناطق ومنهم من بات
ليلته في العراء طلبا لخدمة التطبيب لتزيدهم ظروف المبيت والعراء مرضا على مرضهم ،
وآخرون قدموا في الصباح الباكر لينتظروا دورهم الذي لم يأتي رغم مرور الساعات لينتصف
النهار ويبدأ المساء وهم لا زالوا ينتظرون، نساء افترشن الأرض في قاعة الانتظار
بالمستعجلات بعدما أعياهم المرض وقست عليهم ظروف وخدمات مستشفى يعد من أهم
المستشفيات بالجهة والمنطقة، عراك داخل قاعة المستعجلات بين مواطن ورجال الأمن
الخاص، امرأة تصرخ بأعلى صوتها بعد أن منعت من ولوج قاعة المستعجلات " كيفاش
ما ندخلش وانا اختي مرمية من البارح وعاد جبت لها حوايجها ... " مناظر مؤلمة تحط من كرامة المواطن المغربي وهو يفترش
الأرض ويصبح بين ألم المرض وظلم الإهمال واللامبالاة، وبعد هول المنظر يتحدث رجل
بغضب وحسرة " واش سبيطار هذا ولا مجزرة " أنين هنا وألم هناك وأمل هنالك،
صراخ هنا وضجيج هناك وعراك هنالك، ... ليبقى السؤال المطروح هو إلى متى يظل واقع القطاع الصحي بالمغرب يعيش بين المطرقة
والسندان، مطرقة قلة الموارد البشرية وضعف الخدمات وقلة التجهيزات وعدم كفاية
المستشفيات والمراكز وضعف التغطية الصحية وسندان انتشار الأمراض وكثرتها والفقر
والتهميش والمعاناة والاستغلال والحيف واللا مساواة واللا مبالاة.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire