المهرجان الوطني الثالث عشر للعطش بعين اللوح
بقلم: حسن ازوغ
انطلقت فعاليات المهرجان الثالث عشر لأحيدوس بعين اللوح
يوم الجمعة 16 غشت 2013. هذا المهرجان الذي كان من المفترض أن
يدفع قاطرة التنمية بالمنطقة عبر إنعاش السياحة الجبلية و التعريف
بجماليتها و إحياء الثقافة الأمازيغية و النهوض بها تماهيا مع منطوق
الدستورالجديد. إلا أن الفهم القاصر للمجلس القروي حوله إلى
عادة سنوية سيئة لتبدير أموال
المنطقة أو ما بقي منها على الأقل، دون تقديم أي جديد للساكنة أو للزوار على حد
سواء.
و للإنصاف، لن ننكر أن مسؤولينا كانوا في الموعد هذه
السنة عبر تحضير مفاجأة جديدة تمثلت في
قطع الماء الشروب طيلة أيام المهرجان لتنضاف إلى حلقات مسلسل بطولاتهم في سوء
تدبير الشأن المحلي و التي تبتدئ بالطرقات المتهالكة و القناطر المتلاشية و
الإنارة الضعيفة و التفويتات المشبوهة.... ولا تنتهي . و إذا كان من المقبول نسبيا
أن تحرم ساكنة من الماء لأسباب يسميها
المسؤولون تقنية، فإن هذا العذر يبقى غير مقبول في مدينة تسمى عين اللوح و
تعتبر من الناحية الهايدروجيولوجية
خزانا للمياه الجوفية بالمغرب وتشتهر بكثرة منابعها وعيونها.
و لأن المجلس القروي فطن إلى افتقار المهرجان للأنشطة
الموازية و اللقاءات الثقافية و اقتصاره على صفوف أحيدوس ( و هذامنتظر طبعا لكون
القائم على اللجنة الثقافية بالمجلس أميا) فقد ساهم المكتب الوطني للماء الصالح
للشرب هذه السنة بصفوف من نوع آخر بناديرها هي قنينات الماء و منصتها هي عين
"الجامع" ، تتدافع للتزود من
مياهها و تشدوا بأنغام السب و القذف.
و إذا كان هذا واقع حال ناس المنطقة فكيف سيكون الأمر
بالنسبة للزائر الذي لا يعرف عيون المنطقة و تضاريسها و لا يجد كأس ماء شروب
بمقاهي و مطاعم المدينة، غير قنينات مريم بنصالح، لتستحق هذه الدورة عن جدارة لقب
"المهرجان الثالث عشر للعطش بعين اللوح".
في المساء ، وبعد يوم طويل من الصراع على الماء، تنازل المواطن العينلوحي عن تشاؤمه كالعادة واختار أن يسرق لحظة من متعة
الإيقاع الأمازيغي الشجي. و التحق بمنصة المهرجان .. و ما هي إلا لحظات حتى علا
صوت صادح بريئ يغني " وا عين اللوح أبو يامان إصمدن" أي: يا عين اللوح يا ذات المياه الباردة.
ليتساءل الجمهور الحاضر هل يقصد مياه الروبيني فعلا أم المياه الغازية المقدمة
للوزير و الوالي و العامل و طاقم الإفتتاح...
مواضيع سابقة لكاتب المقال: