Rechercher dans ce blog

jeudi 9 mai 2013

ما الأخطر على المسلمين؟

ما الأخطر على المسلمين؟ 
                                                                                                                             بقلم: حسن ازوغ
لا إله إلا الله... و لكن..
غريب أمر بعض العلمانيين الذين يتشدقون بالعقلانية و يتجرؤون على نقد الدين و خالق الدين و رسول الدين. لكنك تجدهم أكثر الناس جمودا فكريا عندما يتعلق الامر ب"الدين" الوضعي أو ما يعرف بالمواثيق الدولية و الحقوق من المنظور "الإنساني" ( الغربي). أتساءل فعلا أهناك من سبق منهم أن فكر في انتقاد الديمقراطية؟ أهناك منهم من فكر يوما في تجزيئ ذلك الذي يسميه الغرب كلا حقوقيا. أليس سري
اليا ان يصل التحجر الفكري لديهم إلى درجة الوتنية أمام "الحداثة" و تخرس ألسنتهم الطويلة أمام كل علاتها التي لا تخفى على أحد؟
كيف ل"عصيد" و غيره من "المفكرين" أن يجدوا الوقاحة الكافية لسبر أي دقيقة أو تفصيل في الإسلام خارج سياقه واقتناص "ويل للمصلين" مبتورة في الآيات الكريمة و الأحاديث الشريفة، بنية الله وحده يعلم كنهها، لإظهار الإسلام مظهر المتطرف المتعصب الحالك. و لا يجدون مع ذلك وقتا لنقد عيوب ما قاله اسيادهم الغربيين عن الحداثة؟
إن المشكل الأول و الأخير لا يكمن في العقل البشري و المنطق العلمي في تحليل الأمور، و لو كان الأمر كذلك لاتفقت البشرية كلها على كلمة سواء. و ما الدليل سوى الإتفاق الكوني فيما يرتبط بالعلوم الحقة، فرياضيات المغربي هي نفسها رياضيات الياباني و الأمريكي و هي نفسها رياضيات الفلسطيني و الصهيوني معا.
لكن عندما يتعلق الأمر ب"العلوم" الإنسانية، و التي للأسف لا يلجها المغربي في دراساته أصلا سوى تحت إكراه عدم قبوله في غيرها من التوجهات العلمية و التقنية الأخرى بسبب فشله الإستيعابي في مرحلة من مراحله الدراسية، عندما يتعلق الأمر بهذه "العلوم" فقط ينتج الخلاف و يكثر اللغط. و فيها فقط يتشدق كل "أدبي" كسول بعقلانيته و تحليله العلمي و المنطقي الذي لا يفقه في قوانينه شيئا و لا يملك من أصول لياقته العقلية و الذهنية قيد أنملة.
كنت أتمنى لو أن من أقصدهم بمقالي يدركون القليل عن الرياضيات مثلا لأشرح لهم أن نفس المنطق الرياضي العقلي الصارم قد يفضي إلى نظريتين متناقضتين إذا ما انطلقا من مسلمات مختلفة. و بدون مسلمات و منطلقات لايفضي العقل و المنطق إلى أي شيء أصلا، و يبقى مجرد حمار ناعورة يلف في مكانه، و ليت بالناعورة طحين أو ماء على الأقل..
و إذا كان من الضروري التسليم بمنطلقات و مسلمات مقبولة حدسيا لبناء الفكر و الحضارة الإنسانيتين، فلماذا إذا نستكثر على المسلمين التسليم بنقلهم الذي أنزله الخالق؟ إذا كنا فعلا نؤمن أنه الخالق. و بالمقابل نسلم بما كتبته المخلوقات روسو و كانط و ماركس...؟
أليس الوضع كمن يكفر بالله ليعبد الصنم؟؟
إن الحرب الداخلية المسعورة على الإسلام بدأت تكشف عن تطورات خطيرة تفرض علينا مستقبلا وضع النقط على الحروف. فقد يتفق المسلمون حول تأويل معين لحديث ما و قد يختلفون حوله و هنا مجال الإجتهاد المحمود و المقارعة بالحجة. لكن عندما تصل الوقاحة بالبعض إلى درجة التطاول على أصول الدين فالموضوع يتجاوز مجرد النقد الداخلي و يفرض على كل جهة تحديد مرجعياتها بوضوح حتى لا يضيع المجتمع خلف النفاق الإديولوجي للعملاء الجدد للإستعمار الفكري. لقد تعود المسلم كل أنواع الحروب الخارجية و واجهها بعقله و إيمانه و بدرعه عندما تدعو الضرورة. لكن عندما تلبس الحرب الخارجية على الإسلام لباس الداخل يصبح الأمر أكثر خطورة. و لعل تصريحا وحيدا مسيئا للإسلام من طرف شخص يدعي أنه لا إله إلا الله، أخطر من مئة محاضرة لغير المسلمين ضد الإسلام و ألف كاريكاتير و فيلم مسيء للنبي عليه الصلاة و السلام.
و في هذا الصدد أريد أن أعرج على الفتوى الأخيرة بقتل المرتد و كأننا نخاف على انقراض المسلمين. فما الأخطر على المسلمين؟ أن يعلن فرد ما خروجه عن ملتهم علانية و جهرا فيحذف غير مأسوف عليه من رقم الملياري مسلم في العالم؟ ام أن يحتفظ ظاهريا بعباءة الإسلام كرها و في قلبه من الغل و النقمة عليه و على المسلمين ما يجنده لمحاربتهم من الداخل بكل ما اوتي من حيل؟

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire