في زمن يصفه المراقبون السياسيون والاجتماعيون بأنه زمن الانفتاح والحريات والتوجه نحو الديمقراطيات، حتى الان لا نعرف ما هو المقياس الذي قاس به هؤلاء المراقبون انفتاح العصر والى أي اتجاه كان الانفتاح ؟؟؟؟ هذا الانفتاح الذي من ابرز مظاهره الفضائيات التجارية والدينية واندماج الشركات واضيفت اليه صفة ليست بجديدة لكنها تطورت مع عصر الانفتاح وصارت سمة العصر انها الدعارة والتجارة بالنساء.
هذه الظاهرة ليست بجديدة في المجتمعات الانسانية، لكن اليوم يتم الترويج لها بطرق اكثر ابداعية من خلال انتشار طرق مختلفة كالفضائيات التي تعد من أخطر المروجين للدعارة عبر الخطوط الساخنة والاعلانات التي تروج للجسد كالمروج لقطعة صابون، وعن طريق خلق شبكات متخصصة في تجارة اللحوم البشرية بوسائل متعددة .
هكذا الجسد الانثوي صار بعيون البعض كانه سلعة في عصر الانفتاح والحرية، فأي حرية يمكن ان تحققها الدعارة للمرأة، وهل اعطاء المرأة الحرية للاتجار بجسدها هو من مظاهر الانفتاح؟؟؟؟؟
في دولنا العربية انتشرت اوكار الدعارة العادية في كل مكان، وأصبحت تجارة الجنس مهنة يتباهى بها البعض ويتستر بها البعض الأخر تحت عناوين مختلفة خاصة عندما تمارسها فئة اجتماعية طارئة على المجتمع، ففي سنوات قليلة، أصبح هناك مليارات الدولارات الامريكية مرابح هذه الفئة التي تتاجر بالانسان وهي تستثمر في الأجساد وتضاعف ثرواتها وتمدد في علاقاتها وتوسع نفوذها على حساب فئات اجتماعية وجدت نفسها فريسة سهلة أمام مخالب هؤلاء التي لا ترحم، والأدهى والأمر هو التعاطي لها بطرق تظهر صاحبتها وكأنها مفترى عليها وهنا تحضرني قصة الباغية التي ذهبت وكأنها تحج أكثر من خمسة عشر مرة دون احتساب عدد العمرات في حين أنها كانت ضيفة على شبكة لممارسة هذه الرذيلة، وهذا أمر لا يحتاج إلى المزيد من التعليق .
كذلك من الأسئلة التي تطرح وتتبادر إلى أذهاننا جميعا، السؤال الجوهري التالي: ما الذي يساعد على قيام مثل هؤلاء الفتيات لان يكن فريسة سهلة بايدي هذه الفئات الشاذة للتجارة فيها ؟ سؤال نترك لكم الإجابة عنه وذلك من أجل التفاعل وتلاقح الأفكار والبحث الجاد في هذه الظاهرة التي تأرق المجتمع ككل، وتتسبب في الامراض القاتلة كالسيدا والزهري والسفلس.
ان الحل الحقيقي يكمن اولا في الانسان نفسه في كيفيه تنشئه واسرته ووعيه وعلاقته وتأثيره على اطفاله واسرته ومجتمعه، وفي رغبته في المشاركة في تطهير بلده من هذه الظاهرة بالطرق الممكنة والكفيلة بذلك.
من بعده يأتي دور السلطات التي يجب ان تضع قوانين اكثر صرامه اتجاه مثل هذه الحالات من الانتهازية الانسانية تجاه تجارة الرقيق الابيض من ناحية ومن ناحية اخرى وضع برنامج اكثر وعيا وبرامج جزائية لوقف الدعارة الفنية على شاشات الفضائيات التي تعرض كل يوم وتدخل كل بيت وارى مثالا رائعا للذكر ما قد ذكره هربرت شللر في كتابه المتلاعبون بالعقول حيث يقول : ولا يردع صناع الإعلان أي رادع أخلاقي أو إنساني فهم يسعوا إلى جذب الجماهير من خلال مشاهد للعنف أو باللعب على الحس الجنسي لدى العامة من الجماهير مثل أن تظهر فتاة في ما دون العشرين من العمر وهي تمسك بقلم أحمر شفاه ثم تنفرج الشفتان بإثارة مفضوحة وتغمض العينين لتفوح بعد ذلك بصوت مثير، !.)
والغريب أن صمت الجميع لا يمكن أن يكون إلا تواطؤ صريح ومساندة غير معلنة للفساد الذي يحطم قدرات المجتمع ومستقبله فماذا يبقى من المستقبل إذا تحطمت الأجيال الصاعدة وهل الانفتاح واقتصاد السوق يعني الاستثمار في الأجساد ، فكفى من مؤامرة الصمت وليقم كل من موقعه بالمسؤولية الملقاة على عاتقه
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire